في عز الحرب الافتراضية والسياسية لحزبي القوات والكتائب على السلاح غير الشرعي في يد حزب الله والدعوات الملحة من قبل قيادات الحزبين بضرورة تطبيق القرار الحكومي القاضي ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.. تحولت أدوات الرصد الى العالم الافتراضي مع اندلاع مواجهة "أخوية" غير مسبوقة بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب على خلفية صورة للرئيس الشهيد بشير الجميل.. صورة أشعلت جبهة بين حزبين من المفترض أن يكونا من رحم سياسي واحد الا أن الواقع كان أقوى.

من ساحة ساسين في الأشرفية، التي شهدت مراسم رفع صورة جديدة للرئيس الشهيد بشير الجميل تحت شعار: "استمرار مشروع الدولة والمؤسسات"، وذلك في ذكرى انتخابه رئيسًا للجمهورية عام 1982 بدأت المعركة الافتراضية حين تبين أن الصورة التي رفعت أزيل منها شعار "القوات اللبنانية"، وهو الذي لطالما كان مرافقًا لها لسنوات. هذا الأمر أثار حملة كبيرة من مناصري "القوات اللبنانية" ضد النائب نديم الجميل عبر منصة "إكس"، حيث تساءلوا عن سبب إزالة الشعار، خاصة أن هذه الصورة بالذات تُظهر بشير وهو يرتدي البزّة العسكرية التي يظهر عليها شعار "القوات".

وذهب البعض إلى اعتبار الأمر بمثابة محاولة لـ"حرب إلغاء" جديدة. البعض رأى في الخطوة رسالة سياسية واضحة، مشيرين إلى أنه "لو كانت النية عكس ذلك، لكانت الصورة مرفوعة باللباس المدني، لا العسكري"، مؤكدين أن "الأشرفية كانت وستبقى قوات".

في المقابل، ردّ عضو كتلة "الكتائب" النيابية النائب نديم الجميل على الحملة، وكتب عبر حسابه على "إكس": "ما حدا يزايد على حرصي بالحفاظ على هوية والدي بشير الجميل واعتبره أيقونة المقاومة اللبنانية، وليس حكرًا على أحد".

لكن الرد لم يُسكت المنتقدين، إذ استمرت التعليقات الغاضبة، بعضها تناول النائب نديم الجميل بشكل شخصي. ووصلت حدة الانتقادات إلى وصف نديم بـ"الولد". في المقابل، دافع بعض المعلقين عن موقف الجميل، معتبرين أن "الكتائب هي أم القوات، ويلي خلّف ما مات".