تشهد مختلف الدوائر الانتخابية مرحلة خلط أوراق ونسج تحالفات بين القوى السياسية.. منها دائرة الشوف - عاليه حيث لم تتّضح بعد ملامح التحالفات بصورة نهائية، إنما لا تزال الأمور رهن المشاورات بعيدًا من الأضواء، في أجواء يغلب عليها الطابع السرّي والحذر.

المشهد في هذه الدائرة تغلب عليه بعض الثوابت التي بدأت تبرز لتؤسس لموسم انتخابيّ واعد بالتنافس الشرس.

ويُعدّ التحالف بين الحزب التقدّمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية من الأمور شبه المحسومة، بل من التحالفات الطبيعية في الشوف عاليه.

إلا أن الحزب الديمقراطي اللبناني لا يزال يدرس خياراته بعناية، منفتحًا على جميع القوى الفاعلة بما في ذلك تيّار المستقبل.

وبحسب المعلومات، فإن قرار التحالف مع التيار الوطني الحرّ لم يُحسم بعد، إذ يُحتمل أن يتّجه الطرفان إلى خوض الانتخابات بلائحتين منفصلتين، بالتعاون مع قوى سياسية مختلفة.

أما في معسكر القوى التغييرية، فتتواصل الاجتماعات المكثّفة لتحديد التوجّه النهائي، خصوصًا في ظلّ تزايد الخلافات الداخلية حول مسألة التحالف مع النائب مارك ضو الذي يدرس خيار تشكيل لائحة مستقلة برئاسته، وفق المعطيات، بالتعاون مع حزب الكتائب اللبنانية، في محاولة لتكريس موقعه كقطب تغييري منفصل عن التكتلات التقليدية.

في موازاة ذلك، يعمل هادي وهاب، نجل الوزير السابق وئام وهاب، على إعداد لائحة انتخابية جديدة يخوض من خلالها المعركة المقبلة، بوجهٍ سياسي مختلف ونهجٍ يبتعد عن محور الممانعة، في خطوة تهدف إلى رسم هوية سياسية خاصة به ضمن معادلة الجبل.

إذا حتى الساعة، تبقى التحالفات مفتوحة والاتصالات ناشطة، فيما ينتظر الجميع اللحظة المناسبة لإعلان اللوائح رسميًا، في مشهد يعكس حجم الرهانات الكبرى على دائرة تُعدّ من الأكثر رمزية في الحياة السياسية اللبنانية.