فإن المشهد الذي كان يُدار سابقًا عبر تفاهمات فوقية أو خطوط حزبية واضحة، بات اليوم مفتوحًا على متغيّرات جديدة، أبرزها صعود بيئة سُنّية تبحث عن استقلالية قرارها بعد سنوات من التهميش السياسي. التحوّل بدأ مع الجملة التي أطلقها النائب "القواتي" جورج عقيص حول "مائدة معراب" كشرط للمرشح السُنّي.
والتي حملت ما يكفي لإحداث اهتزاز في المزاج العام. فالشارع السُنّي في البقاع الأوسط لم يعد يتقبّل خطابًا يقوم على الوصاية أو الإدارة من خارج بيئته. وفي لحظة واحدة، كُسرت المعادلة القديمة إذ لم يعد مقبولًا أن يُحدّد مصير المقعد عبر طاولة خارج المنطقة، مهما كانت طبيعة التحالفات أو حجم القوى. في المقابل، جاء موقف النائب بلال الحشيمي الذي اكتفى بتثبيت معادلة أن القرار السُنّي يُصنع هنا، في البقاع، لا في أي مكان آخر. هذا الموقف الذي بدا في لحظته ردًّا سياسيًا على كلام عقيص، تحوّل تدريجيًا إلى مشروع سياسي له حيثيته الشعبية، خصوصًا أنّ البيئة السُنّية باتت تبحث عن من يمثّلها بعيدًا عن شروط "المائدة" وأوزان القوى التقليدية. ومع دخول النائب حسن مراد على خط النقاش، عبر تأكيده أنّ "الصوت السُنّي هو الفيصل"، اتّضح أنّ الساحة دخلت مرحلة جديدة.
فالنائب مراد لم يطرح مشروعًا ثالثًا، لكنه أضاء على أنّ الصوت السُنّي هو مركز الثقل الحقيقي في الدائرة، وأنّ محاولة توجيهه أو ضبطه من خارج البيئة لم تعد ممكنة كما كانت في السابق. من هنا، يتشكّل المشهد اليوم حول مشروعين لا ثالث لهما. الأول، مشروع يريد أن يبقى المقعد السُنّي جزءًا من بنية تُدار مركزيًا، وفق معايير ثابتة تحدّدها "المائدة" وما حولها. والثاني، هو مشروع يريد تحرير المقعد من هذه الحسابات، وإعادته إلى الناس، أي إلى البيئة التي تنتمي إليها أصواته ومطالبه وهوّيته السياسية.
في ظل الكباش القائم حول الانتخابات النيابية..
فإن المشهد الذي كان يُدار سابقًا عبر تفاهمات فوقية أو خطوط حزبية واضحة، بات اليوم مفتوحًا على متغيّرات جديدة، أبرزها صعود بيئة سُنّية تبحث عن استقلالية قرارها بعد سنوات من التهميش السياسي. التحوّل بدأ مع الجملة التي أطلقها النائب "القواتي" جورج عقيص حول "مائدة معراب" كشرط للمرشح السُنّي.
والتي حملت ما يكفي لإحداث اهتزاز في المزاج العام. فالشارع السُنّي في البقاع الأوسط لم يعد يتقبّل خطابًا يقوم على الوصاية أو الإدارة من خارج بيئته. وفي لحظة واحدة، كُسرت المعادلة القديمة إذ لم يعد مقبولًا أن يُحدّد مصير المقعد عبر طاولة خارج المنطقة، مهما كانت طبيعة التحالفات أو حجم القوى. في المقابل، جاء موقف النائب بلال الحشيمي الذي اكتفى بتثبيت معادلة أن القرار السُنّي يُصنع هنا، في البقاع، لا في أي مكان آخر. هذا الموقف الذي بدا في لحظته ردًّا سياسيًا على كلام عقيص، تحوّل تدريجيًا إلى مشروع سياسي له حيثيته الشعبية، خصوصًا أنّ البيئة السُنّية باتت تبحث عن من يمثّلها بعيدًا عن شروط "المائدة" وأوزان القوى التقليدية. ومع دخول النائب حسن مراد على خط النقاش، عبر تأكيده أنّ "الصوت السُنّي هو الفيصل"، اتّضح أنّ الساحة دخلت مرحلة جديدة.
فالنائب مراد لم يطرح مشروعًا ثالثًا، لكنه أضاء على أنّ الصوت السُنّي هو مركز الثقل الحقيقي في الدائرة، وأنّ محاولة توجيهه أو ضبطه من خارج البيئة لم تعد ممكنة كما كانت في السابق. من هنا، يتشكّل المشهد اليوم حول مشروعين لا ثالث لهما. الأول، مشروع يريد أن يبقى المقعد السُنّي جزءًا من بنية تُدار مركزيًا، وفق معايير ثابتة تحدّدها "المائدة" وما حولها. والثاني، هو مشروع يريد تحرير المقعد من هذه الحسابات، وإعادته إلى الناس، أي إلى البيئة التي تنتمي إليها أصواته ومطالبه وهوّيته السياسية.