لم يعد ملف الفيول في لبنان مجرّد نزاع تقني أو خلاف إداري، بل تحوّل إلى فضيحة، فقد تبين بنتائج تحقيقات المديرية العامة للجمارك التي أُرسلت رسمياً إلى وزارة الطاقة أن الناقلة HAWK III المحمّلة بالفيول أويل لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان حمّلت فيول أويل B من روسيا عبر الغش والتزوير، فيما كان توقفها في مرفأ مرسين التركي مجرّد عملية احتيالية لإصدار مستندات مزوّرة وكل ذلك موثّق رسمياً بالأدلة والبراهين.

وبحسب معلومات ريد تي في فإن الشركة الموردة Sahara Energy DMCC ارتكبت مخالفات جسيمة تبدأ بالتزوير مروراً بخرق عقد الشراء العام ولا تنتهي عند الإثراء غير المشروع وهدر المال العام.

ففارق التسعير بين الفيول الروسي (45 دولاراً للبرميل) وما جرى احتسابه على أساس أنه تركي (70 دولاراً للبرميل) بلغ نحو 7 ملايين دولار ذهبت هدراً من أموال اللبنانيين.

المطلوب اليوم من وزارة الطاقة إجراءات حاسمة لا تحتمل المماطلة وهي فسخ العقد فوراً لمخالفة المادة 8 من قانون الشراء العام وتصريح النزاهة، الحجز على كفالة حسن التنفيذ ومنع الشركة من المشاركة في أي مناقصات مستقبلية.